
كل هذه الأسباب تتضافر سويًا من أجل خلق موظف متمرد يصعب التعامل معه، موظف قد يرفض من أجل الرفض، أو يماطل فى أداء الأشياء لمجرد المماطلة ليس أكثر أو أقل، موظف قد يمتلك كافة المهارات والخبرات التي تؤهله ليكون موظف محترف بل ربما قائد فريق ناجح، ولكنه مع ذلك مستميتًا في حصر نفسه فى دور الموظف، وليس أى موظف بل الموظف المتمرد الصعب التعامل معه.
لذا خصصنا هذا المقال لتجميع كافة الاستراتيجيات والطرق الفعالة التي تساعد على تحسين سلوكيات هذا النوع من الموظفين وضبط معاملاته مع الآخرين، وإعادة دمجه مجددا مع زملائه داخل بيئة العمل لتحقيق أهداف المؤسسة.
غالبًا ما يظهر الموظف المتمرد تحت القيادة الضعيفة، فإذا وجد الشخص نفسه تحت مسؤولية شخص أقل من خبرة أو كفاءة، عادة ما يفتعل المشاكل كنوع من أنواع المعارضة الغير مباشرة ويبدأ في التطاول على المدير وأى من كان يراه طرفًا في تولى هذا الشخص للقيادة، وكأنه يبرز للجميع ضعف قوة المسؤول وعدم قدرته على السيطرة على من يرئسهم حتى ولو هذا قد يضعف صورته كموظف محترف فى الشركة.
اشترك الآن إشتراك الأفراد إشتراك الشركات تسجيل الدخول انضم كمحاضر
لا أحد يولد بخبرة كافية تؤهله إلى العمل ، لذا دائما نسعى إلى طرق مختلفة من أجل صقلها وتحصيلها ، وعندما نتعرض إلى مواقف لا تتناسب مع هذه الخبرة ، أما أن نقوم بصقلها بالمزيد من التعلم وهذا أمر طبيعي للموظف المحترف ، أما في حالة الموظف المتمرد ، يعد إظهار قلة الخبرة ناقوس خطير يهدد ثقته بنفسه ، لذا تكون أول ردة فعل له إخفاء هذا الضعف بأن ينكر تماما وجود مشكلة ما أو قيامه بشيء خاطئ ، لذا يجب إيصال المعلومة له بشكل جيد . ضعف القيادة :
هناك مشكلة شائعة عند كيفية التعامل مع مشاكل الموظفين الذين يصعب التعامل معهم .. فالمدير يمضي أشهر وحتى سنوات يتذمر من تصرفاتهم من دون أن يقوم ولو لمرة واحدة بتقديم تقييمات واضحة لسلوكهم. صحيح أن منح أي موظف تقييماً قاسياً من الأمور التي تجعل أي مدير يشعر بعدم الراحة، ولكن في هذه الحالة لا بد من القيام بذلك.
حين يتم مناقشة المشكلة أو حتى توجيه الملاحظات فإن كل كلمة يجب ان تتمحور حول الخلل ولا يجب مهاجمة الشخص على الإطلاق. لا يجب الإفتراض بأن التصرفات السيئة نابعة من نية سيئة فالأمر قد لا يكون كذلك.
إلى جانب التوجيه المباشر، من المهم توثيق السلوكيات السلبية للموظف العنيد ومراقبة تقدمه بشكل دوري للتأكد من الالتزام بالتغييرات المطلوبة. إذا استمرت السلوكيات المتمردة، يمكن تصعيد الأمر إلى إدارة الموارد البشرية لتقديم الدعم اللازم واتخاذ الإجراءات المناسبة، بدءًا من التنبيهات الرسمية وصولًا إلى إنهاء التعاقد إذا استدعى الأمر.
الاستراتيجية الثانية من استراتيجيات كيفية التعامل مع الموظف المتمرد هي إعطاء الموظف تعليمات واضحة ومحددة تساعده على فهم طبيعة الأدوار المطلوبة منه بشكل مباشر بدون أي عوائق تثير جدله وتحفز تمرده.
اصحاب الشركات والاعمال الموظفون هم أساس أي شركة تعمل بها، لهذا ينبغي التعامل معهم بالأسلوب الرسمي التي تساعد المنشأة على النجاح ويحفز الموظفين على العمل. رغم هذا ينبغي ألا يتبع أخصائي الموارد البشرية نور الامارات استراتيجية ثابتة عند التعامل مع الموظفين.
إذا لاحظت أن أحد أعضاء فريقك يصدر أيًا من السلوكيات السابق ذكرها، يمكنك عقد اجتماعًا فرديًا معه، وتحدث معه بشكل واضح وصريح لفهم أسباب تمرده ومعرفة وجهة النظر فيما يفعل مع الزملاء والمديرين في مكان العمل، فمن خلال تلك المناقشة يمكنك تحديد ما إذا كان هناك مشكلة حقيقية تحتاج إلى معالجة، فقد تكون هناك أسباب تدفع الموظف لإصدار تلك السلوكيات، مثل الشعور بالاضطهاد في مكان العمل، أو الحرمان من امتيازات مستحقة، أو عدم الرضا عن بيئة العمل أو الشعور بعدم التقدير.
من الممكن أن يكون هذا الموظف إستثنائياً بشكل لا يصدق، ومن الممكن أيضاً أن وجوده في الشركة فرصة ذهبية لا يجب تضيعها، لكن إذا وجدت الإدارة من هذا الموظف عدم إهتمام بما تقدم له من ملاحظات أو عدم تغيّر فى طبيعة ما يقوم به من سلوكياته، فهنا يجب تغليب مصلحة العمل على كل شئ، حتى ولو بالتضحية بموظف بمهاراته؛ فالمخاطر التي تحيط بوجوده، يمكن تفاديها بفوائد أكثر من موظف بديل آخر.
الموظف المتمرد يتسم بثقة زائدة عن الحد ، والثقة بحد ذاتها هي صفة جيدة لكن المبالغة بها يمكن أن تضظر صاحبها ، حيث أن أي نقد بناء موجه له أو ملاحظة على سلوكه يعتبره تهديد صريح لهذه الثقة يجب مهاجمتها ، لذا لا تستغرب من الموظف المتمرد أن يرفض المتمرد أي تعليق ترغب به إفادته أو مساعدته في العمل ، لأنه يعتبر ذلك تصريح منك على ضعفه ، وهذا مخالف لما تعكسه ثقته بنفسه .
من المعروف أن الموظف المتمرد يؤثر سلبيا على الموظفين، وعلى محيط العمل بشكل تام، وهذا يؤدي إلى زيادة معدل دوران الموظفين ذوي الكفاءات العالية، وضعف إنتاجية الجزء الباقي من العاملين، لذا من الضروري أثناء معالجة تصرفات الموظف إبعاده عن زملائه في العمل ومحاولة الحد من مسؤولياتهم الإدارية، أو التي تتطلب التفاعل مع الآخرين، مع دعمه من قبل فريق الموارد البشرية إلى حين الانتهاء من تعديل سلوكه ليتم دمجه في محيط العمل مرة أخرى.